اخر المنشورات

من محتوى غير تسويقي إلى الإدمان: كيف تتبنى بشكل جذاب على منصات التواصل


من محتوى غير  تسويقي إلى  الإدمان



عندما نتحدث عن منصات التواصل الاجتماعي، فإننا نفكر فيها بشكل  أساسي كأدوات للتواصل والتفاعل الاجتماعي. ومع ذلك، تجاوزت هذه المنصات الآن دورها التقليدي، وأصبحت تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وحتى نمط حياتنا. ومع هذا التغيير في الاستخدام، جاء التحذير من أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى الإدمان.

يبدو أن المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي لم يعد مقتصراً على الإعلانات والتسويق فقط، بل أصبح يتنوع بشكل كبير. وهذا التنوع في المحتوى يشمل الرسائل الاجتماعية، والترفيه، والتثقيف، والعديد من الأشكال الأخرى. ومن خلال هذا التنوع، تجد العديد من الأشخاص أنفسهم يقضون ساعات طويلة يومياً على التفاعل مع هذا المحتوى.

تحول الاهتمام من المحتوى التسويقي إلى المحتوى الغير تسويقي يمكن تفسيره بعدة عوامل. أحد هذه العوامل هو رغبة الجمهور في الحصول على تجارب متنوعة وقيمة على الإنترنت، لذا فإن المنصات تسعى لتلبية هذه الحاجة من خلال توفير محتوى يتنوع ويتناسب مع اهتمامات مختلفة للمستخدمين. على سبيل المثال، يمكن أن تقدم منصة مثل إنستجرام محتوى يتنوع بين السفر، والطهي، واللياقة البدنية، والأزياء، وغيرها الكثير، مما يجعلها مكانًا مثيرًا للاهتمام لمختلف شرائح المجتمع.

ومع ذلك، تأتي هذه الإثارة مع تحذير. فالإدمان على منصات التواصل الاجتماعي أصبح مشكلة شائعة بين الكثيرين، وخاصة الشباب. وتشير الدراسات إلى أن استخدام الوسائط الاجتماعية بشكل مفرط قد يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس، والاكتئاب، والانعزال الاجتماعي.

في الحقيقة، تعتمد منصات التواصل الاجتماعي على التصميم الذي يجعلها جذابة وسهلة الاستخدام، وهذا يعزز من احتمالية التعلق بها بشكل مفرط. فمثلاً، عند تصميم واجهة تطبيق مثل فيسبوك أو تويتر، يتم تصميمها بحيث يكون من السهل الوصول إلى المحتوى الجديد، والتفاعل معه بسرعة. وهذا يعني أن المستخدمين يجدون أنفسهم يقضون وقتًا أطول على هذه المنصات مما كانوا يخططون له.

للتغلب على هذه المشكلة، يجب أن يكون هناك توازن بين الاستمتاع بالمحتوى الذي تقدمه منصات التواصل الاجتماعي، وبين الاهتمام بالصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية في الحياة الواقعية. وهذا يتطلب توعية المستخدمين بمخاطر الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على اتخاذ تدابير لتقليل وقتهم على هذه المنصات، مثل تحديد أوقات محددة لاستخدامها، وتفضيل التفاعل الشخصي مع الأصدقاء والعائلة في الحياة الحقيقية.

باختصار، يُظهر التحول من المحتوى التسويقي إلى المحتوى الغير تسويقي على منصات التواصل الاجتماعي تطورًا ملحوظًا في كيفية استخدام هذه المنصات. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من خطر الإدمان على هذه المنصات، ونسعى لتحقيق توازن صحي بين الاستمتاع بالمحتوى الرائع والحفاظ على صحتنا النفسية والعلاقات الاجتماعية في الحياة الحقيقية.

ليست هناك تعليقات